ذكرت تقارير حديثة من مؤسسة مختصة بأبحاث السوق، أنّ ما يقدّر بحوالي 240 مليون كمبيوتر على وشك التحوّل إلى نفايات إلكترونية بسبب شركة مايكروسوفت.
تقف شركة مايكروسوفت على مفترق طرق مع نظام تشغيلها الأكثر شعبية، ويندوز 10، الذي أُطلق في العام 2015 وسيطر على أكثر من 70% من السوق، محتلاً مرتبة متقدمة بين أنظمة التشغيل الأكثر استخدامًا.
ولكن يبدو أن عقارب الساعة تدق، معلنةً اقتراب موعد توقف الشركة عن دعمه في الرابع عشر من أكتوبر لعام 2025، وفقًا لما حددته مايكروسوفت كتاريخ لنهاية الخدمة.
ترسم تقارير الصناعة صورة قاتمة لمستقبل التكنولوجيا، إذ يُتوقع أن يُجبر ما يصل إلى 240 مليون جهاز كمبيوتر على التقاعد المبكر، مما قد ينتج عنه واحد من أكبر التحديثات الإجبارية في التاريخ، والذي بدوره قد يؤدي إلى تحول هذه الأجهزة العاملة والصالحة إلى نفايات إلكترونية تُلقى في المكبات دون حاجة.
تلقي التقارير، الصادرة عن مؤسسة كاناليس للأبحاث، الضوء على الأسئلة المتعلقة بسياسات مايكروسوفت حول دورة حياة البرمجيات.
ويُعتبر عدم توافق ويندوز 11 مع العديد من الأجهزة بسبب متطلبات العتاد، مثل وحدة TPM 2.0 والمعالج 64-بت الحديث، عقبة رئيسية تعيق انتقال المستخدمين للنظام الجديد.
وبالإشارة إلى الأجهزة التي لا تستوفي متطلبات النظام الجديد، يُظهر التقرير أنها ستفقد قيمتها في سوق إعادة البيع، ولن تكون قابلة للتجديد وإعادة البيع، مما يعني أنها متجهة إلى مصير الإهمال والنسيان.
ذو صلة: كيفية جعل استخدام ويندوز 10 أفضل للمصابين بعمى الألوان
يُشير التقرير إلى أنه في ظل عدم وجود جهة تشريعية تنظم عملية دورة حياة الأجهزة، فإن مايكروسوفت تمتلك الحرية في تحديد سياساتها.
ورغم أن الشركة تسعى لتحقيق الأرباح من خلال تشجيع المستخدمين على التحديث إلى النسخ الأحدث، فإنها أقرت بوجود مشكلة وأعلنت هذا الشهر عن تمديد التحديثات الأمنية لويندوز 10 لثلاث سنوات إضافية حتى العام 2028، مع ملاحظة أن هذه التحديثات لن تكون مجانية، ولم يُعلن بعد عن تسعيرها.
وقد توقفت الشركة عن بيع ويندوز 10 رسمياً في متاجرها الإلكترونية، مما يشير إلى التزامها بنقل المستخدمين إلى ويندوز 11. ومع ذلك، تُظهر البيانات أن نسبة كبيرة من المستخدمين لا تزال تعمل على ويندوز 10، وهم الآن يواجهون مستقبلاً غير مؤكد.
وفقًا لتقرير صدر في أكتوبر، يوجد حاليًا 400 مليون مستخدم لنظام التشغيل ويندوز 10، لذا يبدو أن مايكروسوفت تحاول إيجاد حل لهذه الفوضى.
قد يكون إرغام الناس على دفع ثمن تحديثات الأمان مسألة غير مجدية، فالتكلفة قد تكون مرتفعة جدًا بالنسبة لملايين المستخدمين.
يُشير التقرير إلى أن نظام ويندوز 7 قدم خطة مماثلة كلفت 25 دولار لكل حاسوب مقابل سنة من التحديثات، لكن هذا السعر ارتفع لاحقًا إلى 100 دولار في السنة.
يذكر التقرير أنه إذا كررت مايكروسوفت هذا الأمر، فإن الخيار الأكثر فعالية من حيث التكلفة بالنسبة لمعظم الناس سيكون الترقية إلى جهاز بنظام ويندوز 11 أرخص، مما يعيدنا إلى المشكلة الأصلية المتمثلة في تحويل ملايين الحواسيب العاملة إلى نفايات إلكترونية.
اترك رد